قال وزير الخارجية التونسي خميس الجهيناوي إنّه على القادة العرب تقييم مسألة تعليق عضوية سوريا بالجامعة العربية سواء على المستوى الأمني والسياسي وكيفية التفاعل مع هذه القضية.
وتابع الجهيناوي في مقابلة مع اتحاد إذاعات الدّول العربية الأربعاء، أنه “لما يرى القادة العرب توفر شروط تمكن سوريا من العودة إلى المؤسسات العربية، فإنه قرار جماعي يتم اتخاذه في اجتماع القمّة.”
وانطلقت الثلاثاء في العاصمة تونس أشغال الاجتماعات التحضيرية للقمة العربية التي تحتضن تونس دورتها العاديّة الثّلاثين الأحد المقبل، في ظل عديد الإشكاليات والتوترات التي تعيشها المنطقة.
وأضاف الجهيناوي أنّ “سوريا بلد عربي وجزء أصيل من هذه الأمة وموقعها في إطار العمل العربي المشترك .. تم تعليق عضويته في الجامعة سنة 2011 في القاهرة عندما قرر القادة العرب ذلك.”
وفي نوفمبر / تشرين الثاني 2011، قررت الجامعة العربية تجميد مقعد سوريا، على خلفية لجوء نظام بشار الأسد إلى الخيار العسكري، لإخماد الثورة الشعبية المناهضة لحكمه.
وفي تصريحات سابقة له، قال الناطق الرسمي باسم القمة العربية محمود الخميري إنه “لا يوجد توافق عربي إلى حد الآن” بخصوص عودة سوريا.
ولفت إلى أنّ “تونس باعتبارها البلد المضيف، لا تطرح أي مبادرة بخصوص عَودة سوريا إلى الجامعة”. مشيرا إلى أن “تطورات الوضع في سوريا ستكون أحد بنود القمّة”.
وفي تصريح للأناضول أكّد المحلل السياسي التونسي صلاح الدّين الجورشي أن “القيادة السياسية في تونس تريد أن تدفع نحو جعل هذه القمة مدخلا لسلسلة من المصالحات، بين الدول العربيّة وهي تعمل أيضا على أن لا تكون هذه القّمة التي تحتضنها تونس مجرد محطة عابرة أو أن تكون مناسبة أخرى لتعميق الانقسام العربي .”
وتابع بالقول “بما أن الملف السّوري، أصبح مطروحا بشدة على أكثر من صعيد فإن توجه الديبلوماسيّة التونسية التّي كانت تتمنى في البداية مشاركة سوريا في هذه القمّة جعلها الآن تريد على الأقل أن تكون القمة فرصة لتقييم العَلاقة مع سوريا ودفع النّقاش بين الرؤساء نحو التمهيد لإعادة إدماجها في الجامعة.”
وأضاف أنّ “هناك دولا عربّية عديدة مستعدّة لذلك ولكن التدخل الأمريكي القوي فرض على الجميع أجندة أخرى تكون فيها سوريا خارج البيت العربي.”، لم يوضح شكل هذا التدخل الذي تحدث عنه
كما لفت إلى أنّ “الإجماع العربي مطلوب وأنّ العديد من الدول العربية سارعت إلى اعادة فتح سفاراتها دمشق رغم غياب توافق عربي حول المسالة ويبدو أن تدخل الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أوقف هذا المسار.”
ولم يستبعد الجورشي “وجود مبادرات فردية في انتظار تهيئة المناخ المناسب لتحقيق عودة إدماج سوريا بالجامعة العربيّة”.
والإثنين الماضي وقع ترامب، رسميا في البيت الأبيض، وبحضور رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، مرسوما رئاسيا اعترف بموجبه بـ”سيادة” إسرائيل على الجولان المحتلة.
واحتلت إسرائيل الجولان السوري عام 1967، وفي 1981 أقر الكنيست (البرلمان) قانون ضمها إلى إسرائيل، لكن المجتمع الدولي ما زال يتعامل مع المنطقة على أنها أراض سورية محتلة.
BY ANADOLU AGENCY