أقرت حكومة لبنان المثقل بالديون ميزانية 2019 رسميا يوم الاثنين شاملة تخفيضات كبيرة للإنفاق بهدف تقليص العجز المتوقع إلى 7.6 بالمئة من الناتج المحلي الإجمالي في مسعى لتفادي أزمة مالية.وزير المالية اللبناني علي حسن خليل يصل لحضور اجتماع مجلس الوزراء في بعبدا يوم الاثنين. تصوير: محمد عزاكير – رويترز
وقال وزير المالية علي حسن خليل خلال مؤتمر صحفي بثه التلفزيون مباشرة ”الموازنة تعكس أيضا إرادة حقيقية عند الحكومة بأنها تمشي بالمسار التصحيحي للوضع المالي“ وإنها تتوقع معدل نمو 1.2 بالمئة العام الجاري.
الموازنة اختبار مهم لإرادة لبنان تطبيق إصلاحات لتحقيق الاستقرار في مسار الدين بدولة تعاني من فساد وهدر مزمنين. وكانت الحكومة أقرت الميزانية مبدئيا يوم الجمعة وينبغي أن يقرها البرلمان.
ودين لبنان الذي يعادل حوالي 150 بالمئة من الناتج المحلي الإجمالي، هو من أضخم أعباء الدين العام في العالم. وبلغ العجز نحو 11.5 بالمئة من الناتج المحلي الإجمالي في العام الماضي ومعدلات النمو الاقتصادي ضعيفة منذ سنوات.
وقال خليل إن الدول الأجنبية رحبت بالميزانية. وكانت جهات مانحة دولية قدمت تعهدات تصل إلى 11 مليار دولار للإنفاق على مشاريع بنية تحتية في مؤتمر باريس للمانحين العام الماضي وذلك في مقابل تنفيذ الحكومة إصلاحات.
وأضاف خليل إن لبنان يتوقع الآن أن تبدأ مشروعات الاستثمار الجديدة وأن جهود وزارة المالية لإبقاء العجز في نطاق توقعات الميزانية ستظهر جديتها.
وقال إن ذلك سيقود إلى ”إطلاق لمشاريع استثمارية جديدة سيكون لها أثر كبير على تحريك عجلة الاقتصاد“.
وتابع أن الحكومة تبنت خطوات لم يفصح عنها لخفض العجز التجاري الضخم الذي قال إنه ”يضغط على موضوع الاحتياط بالعملات الأجنبية“.
تخفيضات
أدت تخفيضات في معاشات التقاعد ومزايا العاملين بالقطاع العام والعسكريين المتقاعدين إلى إضرابات واحتجاجات بينما قضت الحكومة أسابيع تناقش الميزانية.
والقطاع العام المتضخم في لبنان هو أكبر بنود الإنفاق الحكومي، تليه خدمة الدين العام ودعم قطاع الكهرباء غير الكفء.
وصرح خليل سابقا أن الميزانية تشمل خطة حكومية لخفض حوالي 660 مليون دولار من فاتورة خدمة الدين من خلال إصدار سندات خزانة بفائدة واحد بالمئة للقطاع المصرفي اللبناني.
قال رياض سلامة حاكم مصرف لبنان المركزي اليوم ”المصرف المركزي حريص على مواكبة الجهود المبذولة حاليا، مع التركيز على احترام القوانين اللبنانية والقواعد المالية العالمية التي لا تسمح بأي مبادرة إلزامية على المصارف“ لكنه لم يذكر تفاصيل.
وأضاف أن إصلاحات الميزانية الحكومية اللبنانية وقطاع الكهرباء ”إشارات إيجابية“ وأن الاستقرار مستمر في سوق المال والليرة اللبنانية.
ونقلت صحف محلية عن رئيس البرلمان نبيه بري قوله إن إقرار الميزانية قد يستغرق شهرا آخر.
إعداد هالة قنديل للنشرة العربية – تحرير أحمد إلهامي
BY REUTERS