شخصيات تدعو لإصلاحات دستورية حقيقية في العالم العربي

طالبت شخصيات عربية، بإجراء إصلاحات دستورية حقيقية في العالم العربي، لضمان حقوق المواطنين والمساواة في دول ديمقراطية، ودعت إلى ترجمة ذلك في ميثاق يخرج به مؤتمر “عرب المستقبل” المنعقد في إسطنبول.

وانطلقت فعاليات مؤتمر “عرب المستقبل، من أمة رعايا إلى أمة مواطنين” السبت، بتنظيم من “المجلس العربي” الذي يترأسه الرئيس التونسي الأسبق المنصف المرزوقي، ويستمر يومين، بمشاركة 350 شخصية عربية.

وبهذا الخصوص، قالت نائبة رئيس المجلس، توكل كرمان، في كلمة مسجلة، إن “اللقاء يتلمس المستقبل العربي الذي لا ينبغي أن يشبه الماضي أو الحاضر المتحكم بها قوى الثورة المضادة، والانقلابيين والعسكر”.

وأضافت “كرمان” الناشطة اليمنية الحاصلة على جائزة نوبل: “لقد أثبت الربيع العربي أن شعوب منطقتنا يتوقون للحرية، وبناء دول تقوم على المواطنة والمساواة والنزاهة، ومحاسبة الحكم، وتبني الديمقراطية، والانتخابات، وبناء التوافقات بين قوى المجتمع، وتقديم خطاب التسامح”.

واعتبرت أنا ما سبق “أثار امتعاض البعض، وخوف آخرين، ومن ذلك بدأت الثورة المضادة باستخدام المال والنفوذ والتواطؤ لمنع التطور الحقيقي في المنطقة، وهنا كان دور غير مشرف للحكومات الغربية الداعمة للانقلابات ضد الديمقراطية”.

وأكدت كرمان أن العرب “قادرون على صناعة مواطنة متوازية، وحقوق وحريات، وقادرون على إعادة الكرة لإسقاط الاستبداد”.

وشددت بالقول “نحن هنا اليوم لنجدد تأكيدنا وايماننا العميق أن المواطنة المتساوية هي أساس الانتماء، وأن أمة مواطنين لا الرعايا هي هدفنا”.

من جهته، قال رئيس حزب “غد الثورة” المصري أيمن نور: “هناك مدعوون للمؤتمر غابوا في غياهب السجون، غياب قسري، ومنهم في صفحة أصدقاء الربيع العربي، اسم غاب نهائيا وهو (الصحفي السعودي) جمال خاشقجي، الذي كان من أهم المدافعين عن الربيع العربي”.

وأعرب “نور” وهو عضو في المجلس العربي، عن أمله “برؤية علماء ومفكرين وساسة وقادة رأي وحقوقيين، يمثلون أقطار عربية ومشارب مختلفة، اتفقوا على شيء واحد، أننا نعيش مرحلة الأزمة، ولا خروج منها إلا أن تتحد رؤيتنا”.

وذكر أن “المؤتمر ينعقد بتاريخ اندلاع ثورة سعد زغلول في مصر قبل مئة عام، تلك الثورة التي كان شعارها الاستقلال والدستور”.

ولفت إلى أن “القمة العربية المقبلة ربما ستشهد آخر سطر في نعي الجامعة العربية، نحن بحاجة لاستقلال ثاني، والدعوة لدستور عربي واحد، هو عبارة عن مجموعة من المفاهيم، لاستقلال لأمة لها جيوش تحميها لا تتحكم بها”.

وختم المعارض المصري كلمته بالدعوة إلى التوقيع على “الوثيقة النهائية للمؤتمر، باعتبارها صوت وحيد للشعوب العربية”.

كما تحدث رئيس الحكومة السورية المؤقتة التابعة للمعارضة أحمد طعمة، متسائلا: “كيف يمكن أن نغير واقعنا هذا؟ وما البديل في عالمنا العربي؟ انفجار الشعوب العربية في موجتها الأولى، لم تحقق أهدافنها، ولكن سيتبع ذلك موجات وموجات، وعلينا أن نستفيد من الدرس”.

وشدد على ضرورة “دراسة الأنظمة دراسة كافية ووافية، ومررنا بسوريا بتجربة أليمة واكتسبنا خبرات، لم نكن نعلم أن الطرقات وتوزع الجيش عبثا، بل للتصدي للحراك الشعبي، والسياسات الاقتصادية القاضية بسحق الطبقة الوسطى”.

كما طالب “بتحليل طبيعة المجتمعات العربية، باعادة النظر في أفكار حملها وتوقع أنها توصل لطريق الخلاص، واكتشفنا أنها أفكارا مريضة”.

واختتم “طعمة” كلمته بالقول: “نحتاج للمفكرين والعقلاء، فئة مفكرة عالمة تصرف أعمارها للوصول إلى مجموعات من القوانين الصغيرة التي يجب تطبيقها”.

وشهدت الجلسة الافتتاحية إلقاء كلمات أخرى من السودان وليبيا وموريتانيا ومصر، ومن المنتظر أن تستمر فعاليات المؤتمر عبر ورش عمل مغلقة، على أن تخرج بميثاق ختامي، يكشف عنه في مؤتمر صحفي ختامي لاحق.

BY ANADOLU AGENCY
إسطنبول/ محمد شيخ يوسف/ الأناضول