لندن / غورهان كارتال، تايفون صالجي / الأناضول -كان يستقلها في 17 فبراير 1959، في مدينة إنجليزية صغيرة تدعى “نيوديجات” في مقاطعة سوراي (جنوب شرق).
-“الأناضول” زارت في الذكرى الستين للحادثة بمنطقة جوردنز وود، موقع سقوط الطائرة، على بعد 4.5 كيلومترات عن مطار غاتويك.
– قال المؤرخ جون كاليكوت: مندريس قدم إلى بريطانيا لبحث المشكلة القبرصية مع هارولد ماكميلات، رئيس الوزراء البريطاني حينذاك، وكان مقررا أن يلتقى برئيس وزراء اليونان
عامان قبل إعدامه في العام 1961، نجا عدنان مندريس، رئيس الوزراء التاسع لتركيا، ومؤسس الحزب المديمقراطي التركي من حادثة تحطم طائرة، قليلون يعرفون أنه كان على متنها.
فمندريس، أول زعيم تركي منتخب في البلاد، والذي تم اعتقاله في مايو/ أيار 1960، حصل على فرصة جديدة للحياة عقب تحطم طائرة تابعة للخطوط الجوية التركية، كان يستقلها في 17 فبراير/ شباط 1959، في مدينة إنجليزية صغيرة تدعى “نيوديجات” في مقاطعة سوراي، جنوب شرق.
وكان “مندريس” حينها في طريقه إلى العاصمة البريطانية لندن، لحضور مؤتمر حول قبرص.
“الأناضول” زارت في الذكرى الستين لحادثة تحطم طائرة “مندريس” منطقة جوردنز وود، موقع سقوط الطائرة، على بعد 4.5 كيلومترات عن مطار غاتويك.
ولهذه الذكرى، قال المؤرخ جون كاليكوت، رئيس جمعية “نيوديجات لوكال هيستوري” (التاريخ المحلي لنيوديجات) إن الطائرة التركية “تحطمت في الغابة”، وإنه يعرف بحكم صفته مؤرخ محلي تفاصيل تلك الحادثة وما تبعها.
وأضاف “كاليكوت” الذي سافر إلى موقع الحادثة، برفقة “الأناضول” أن الحادثة “استحوذت على قدر كبير من الاهتمام، ليس فقط من قبل المراسلين الصحفيين الأتراك، بل أيضا من جانب الإعلام الدولي”.
وتابع: “كان السيد مندريس قادما إلى بريطانيا لبحث المشكلة القبرصية مع هارولد ماكميلات، رئيس الوزراء البريطاني حينذاك، وكان مقررا أن يلتقى مندريس برئيس وزراء اليونان”.
وأردف بالقول: “الاجتماع كان رفيع المستوى، وكان مندريس قادمًا خصيصًا من أجله، لكن بعد تحطم الطائرة أصبحت الحادثة قضية كبيرة في ذلك الوقت”.
** قصة نجاة
روى “كاليكوت” كيفية نجاة “مندريس” من الحادثة، قائلا “بعد سقوط الطائرة في الغابات الكثيفة، ساعد المزارعون المحليون مندريس بعد وقت قصير من تمكنه من الابتعاد عن الحطام المحترق”.
وأوضح أنّ مزارعين اثنين يقطنان المنطقة حيث سقطت الطائرة، سمعا ضجيجا خارج منزلهما فهرعا إليه واصفا الأمر”لم تكن الضوضاء ناتجة عن صوت طائرة عادية، كان الوضع مختلفا”.
وتابع: “خرج توني ومارغريت بيلي (زوجة الأول) من منزلهما الريفي، وقفزا في سيارتهما، لأنها أدركا أن شيئا غريبا يحدث، وعلى الطريق عثرا على 3 أشخاص يخرجون من الضباب، أحدهما كان السيد مندريس”.
ومضى قائلا: “نقل توني بيلي مندريس والناجين الآخرين بالسيارة إلى منزله، ثم تم نقله إلى مستشفى ريدهيل حث تعافى سريعا وعاد بعدها لزيارة منزل عائلة بيلي”.
أودى الحادث بحياة 14 شخصًا، بينهم المدير العام لوكالة الأناضول حينها، سيرف أرزيك، ووزير الصحافة والسياحة، علي سرور صومونجو أوغلو، والكاتب الأساسي لرئيس الوزراء آنذاك مظفر أرصو.
وحسب “كاليكوت” كان الحادث واحدًا من أهم الأحداث التي وقعت في المنطقة حينذاك.
** تقرير الحادث
قال تقرير صادر عن سلطات الطيران البريطانية، يصف حالة الطقس وقت وقوع الحادث إنّ “الضباب وطبقة من السحاب غطت المناطق المرتفعة، فحجبت الرؤية في الأماكن لمسافة 92 إلى 183 مترا”.
وأظهر التفتيش المرتبط بالحادث، أن الطائرة “سقطت على قمم الأشجار”.
وجاء في التقرير: “بدأت الطائرة في التفكك أثناء نزولها باتجاه الأشجار، حتى تلامست عجلاتها مع الأرض، وبعد أن ارتفعت مرة أخرى قليلا، تحطم الجزء الرئيسي من الطائرة قبل أن تشتعل النيران في الطائرة وتشهد انفجارا”.
وحسب التقرير، كانت الأدلة “غير كافية” لتحديد سبب الحادثة.
** نهاية حقبة
بعد عام واحد من إطاحة حكومته من قبل عسكريين، تم إعدام مندريس في 17 سبتمبر/ أيلول 1961 في جزيرة إمرالي الصغيرة في بحر مرمرة.
وكان “مندريس” واحدا من كبار مسؤولي الحزب الديمقراطي الثلاثة الذين شنقوا في ذلك اليوم، والاثنان الآخران هما فاتن روستو زورلو، وحسن بولاتكان، وهما وزيري الخارجية والمالية في حكومة مندريس.
واتهم الثلاثة بانتهاك الدستور التركي واختلاس الأموال من الدولة، وتمت محاكمتهم جميعًا من قبل محكمة عسكرية في جزيرة “ياسيادا” جنوب شرق مدينة إسطنبول، مع جميع كبار المسؤولين في حزب مندريس.
BY ANADOL AGENCY