تجذب نجمة الفريق النسائي لنادي باريس سان جيرمان الفرنسي، والدنماركية من أصول أفغانية، نادية نديم، انتباه عالم الرياضة الدولي بحياتها النضالية ومسيرتها الكروية الناجحة.
ولدت نادية نديم (32 عامًا)، في مدينة هرات غربي أفغانستان، واضطرت إلى مغادرة مسقط رأسها والهجرة إلى الدنمارك بعد مقتل والدها على يد مسلحي حركة طالبان عام 2000، وكانت في الثانية عشر من عمرها.
نالت نديم شهرة واسعة في عالم كرة القدم النسائية، وخاصة الفرنسية، ,وبالتحديد بعد أن انتقلت من فريق مانشستر سيتي إلى باريس سان جيرمان في يناير/ كانون الثاني من العام الماضي.
بدأت نديم، المولودة عام 1988، بمواجهة صعوبات الحياة في سن مبكرة، حيث اضطرت للهروب مع والدتها وشقيقاتها الأربع من أفغانستان إلى الدنمارك عبر إيطاليا بجواز سفر مزور.
استقرت نديم في أحد مخيمات اللاجئين في الدنمارك لعدة أشهر، حيث تعرفت على كرة القدم لأول مرة، لتبدأ رحلتها الكروية في الأندية المحلية من خلال التغلب على العديد من الصعوبات.
وفي سن مبكرة، حصدت نادية نديم نجاحات مميزة في مسيرتها الرياضية، وبدأت باللعب في صفوف المنتخب الوطني الدنماركي منذ عام 2009.
وقالت نديم، إنها انتقلت إلى الدنمارك بصحبة شقيقاتها الأربعة ووالدتها، بعد أن قتل والدها على يد مسلحي حركة طالبان.
وأضافت لمراسل الأناضول، أنها تعرفت على كرة القدم لأول مرة عندما كانت تقيم في مخيم للاجئين بالدنمارك، وأنها قررت منذ ذلك الحين سلوك طريق الاحتراف في هذه الرياضة.
وتابعت: كان هناك نادٍ لكرة القدم في المخيم. اعتدت أن أشاهد الأطفال يلعبون كرة القدم، بما في ذلك الفتيات. في ذلك الوقت، بدأ اهتمامي بكرة القدم. قلت أريد أن أصبح نجمة في هذه الرياضة. بدأت أتدرب مع الأطفال في المخيم. ثم استنهضت عزيمتي وطلبت من المدرب أن يأخذني إلى أحد الفرق المحلية. منذ تلك اللحظة، أصبحت كرة القدم شغفي. بدأت في تحسين أدائي من خلال تقليد لاعبي كرة القدم الكبار.
– أنا من محبي زلاتان إبراهيموفيتش
وأضافت نديم أنها كانت تراقب في أوائل سنوات احترافها اللاعب البرازيلي رونالدو، وأنها اتخذت منه قدوة حقيقية خلال مسيرتها الاحترافية.
وتابعت: أنا اليوم معجبة كثيرا بزلاتان إبراهيموفيتش. أنا أحب طريقة لعبه وأدائه المميز في الملاعب. وبشكل عام، أستطيع القول إني أحسست دائمًا باللاعبين الذين تجرأوا على أن يكونوا في الملعب.
– أحلامي تتحقق
وأعربت نديم عن سعادتها لمشاركتها اللعب في الفريق النسائي لنادي باريس سان جيرمان الفرنسي، وقالت: إنه شعور لا يصدق. أنا فخورة لأني ألعب في واحد من أفضل فرق كرة القدم النسائية في العالم.
وتابعت: لم أكن أتخيل أنني سأكون في هذه المرحلة عندما كان عمري 11-12 عامًا. كنت أحلم باللعب أمام جمهور كبير. وها هي أحلامي تتحقق. أنا سعيدة وأستيقظ كل يوم وأنا ممتنة لأني في هذه المرحلة.
وشددت نديم على ضرورة العمل والسعي من أجل تحقيق الأهداف، وقالت: قد تبدو الأهداف مستحيلة في البداية، لكن تحقيقها ليس أمرًا مستحيلًا في ظل وجود العزم والمثابرة.
– لا تفقد الأمل، كل شيء يمكن أن يتغير
وأوضحت نديم أنه كان لديها بعض المبادرات لدعم اقتحام الفتيات لمجال كرة القدم، وأن دخول الفتيات عالم كرة القدم ليس صعبًا، لكنه بحاجة إلى التصميم.
وشددت نديم على أن حياتها كانت عبارة عن مسيرة من النضال، إلا أنها لم تفقد الأمل وآمنت بأن كل المواقف الصعبة لا بد أن تتغير.
وأضافت: عليك أن تتخيل وتعتقد أن ذلك ممكن، ثم قم بالتركيز على الهدف والعمل بجد لتحقيقه. لا تفقد الأمل، كل شيء يمكن أن يتغير، أنا مثال جيد للغاية في هذا الصدد.
وأشارت نديم إلى أنها تعمل في هذه المرحلة على استكمال تعليمها في مجال الطب البشري، في الوقت الذي سوف تستمر فيه مسيرتها الكروية.
وذكرت أن منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (يونسكو)، اختارتها العام الماضي لتكون سفيرة فخرية لعملها في مجال دعم دخول الفتيات عالم كرة القدم.
– هيا تركيا
وأشارت نديم، ذات الـ 10 أهداف في 19 مباراة هذا الموسم مع قميص باريس سان جيرمان، أنها تأتي الى إسطنبول بشكل منتظم حيث تزور خالتها التي تعيش فيها.
وأضافت: أنا أحب اسطنبول. زرت مدن أخرى ولكن اسطنبول هي حالة فريدة للغاية. كما أن مشجعي الأندية التركية يعتبرون مثالًا لبث الحماسة في نفوس اللاعبين.
وأوضحت نديم أيضًا أنها تعشق الثقافة التركية، التي تضم بين جوانبها خصائص من القارتين الآسيوية والأوروبية، وقالت: في كل مرة أزور فيها إسطنبول، أزداد عجابًا بها.
وختمت نديم بأنها تحفظ الهتافات الحماسية التي يطلقها مشجعو الأندية التركية وأبرزها غلطة سراي وفنرباغجه وبشيكطاش، إلا أنها طالما أحبت هتاف “هيّا تركيا”، التي يوحد المشجعين الأتراك مع منتخبهم الوطني.
BY ANADOLU AGENCY