وصل وزير الدفاع الأمريكي مارك إسبر إلى أفغانستان يوم الأحد في محاولة لإعادة المحادثات مع حركة طالبان إلى مسارها، بعد أن أوقفها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بشكل مفاجئ الشهر الماضي.وزير الدفاع الأمريكي مارك إسبر في فرجينيا يوم 11 أكتوبر تشرين الأول 2019. تصوير: إرين سكوت – رويترز.
وتأتي زيارة إسبر لكابول وسط شكوك حول مدى التزام الولايات المتحدة تجاه حلفائها بعد سحبها المفاجئ لقواتها من شمال شرق سوريا ورغبة ترامب منذ فترة طويلة في الخروج من الالتزامات الدولية.
وقال إسبر للصحفيين المسافرين معه إلى أفغانستان ”الهدف ما زال هو التوصل إلى اتفاق سلام في وقت ما، الاتفاق السياسي هو أفضل سبيل للمضي قدما“. ومن المقرر أن يجتمع مع الرئيس الأفغاني أشرف غني ومع قوات أمريكية هناك.
وأضاف ”آمل أن نتمكن من المضي قدما ونتوصل إلى اتفاق سياسي يحقق غاياتنا ويحقق الأهداف التي نسعى إليها“.
وتابع أن الولايات المتحدة يمكنها، إذا تطلب الأمر، خفض قواتها إلى 8600 جندي من 14 ألف دون أن يؤثر ذلك على عمليات مكافحة الإرهاب.
وأوقف ترامب المحادثات مع طالبان والتي تهدف إلى التوصل لاتفاق على سحب قوات أمريكية وقوات أجنبية أخرى مقابل ضمانات أمنية من طالبان، بعد أن نفذت الحركة تفجيرا في كابول الشهر الماضي أودى بحياة 12 شخصا منهم جندي أمريكي.
وتقول الولايات المتحدة إنها زادت وتيرة عملياتها ضد المتشددين في أفغانستان منذ انسحاب ترامب من المحادثات مع طالبان.
وقال مايكل كوجلمان وهو زميل مساعد في شؤون جنوب آسيا في مركز ويلسون للأبحاث ”السياسة الأمريكية في أفغانستان مرتبكة في الوقت الراهن من ناحية لأننا نستمع إلى رسائل من واشنطن، وبخاصة من ترامب، عن الحروب التي لا نهاية لها وعن أننا سنغادر إن عاجلا أو آجلا“.
وأضاف ”ومن ناحية أخرى لأننا نشهد تصعيد القوات الأمريكية ضغوطها على طالبان بوسائل أقوى من أي وقت مضى“.
والتقى وفد من طالبان مع المبعوث الأمريكي لأفغانستان زلماي خليل زاد لأكثر من ساعة في باكستان هذا الشهر لكن المسؤولين قالوا إن ذلك لا يمثل استئنافا للمفاوضات الرسمية.
وكان بعض المسؤولين الأمريكيين يعتقدون أن زلماي سيقدم استقالته بعد أن أنهى ترامب المحادثات مع طالبان.
وزيارة إسبر لأفغانستان هي الأولى منذ توليه منصب وزير الدفاع وتأتي خلال فترة غموض سياسي وأمني في البلاد.
وقال وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو يوم السبت إن واشنطن ما زالت ملتزمة بالسلام والاستقرار في أفغانستان في الوقت الذي بحثت فيه الشرطة عن جثث وسط حطام مسجد في إقليم ننكرهار بعد تفجيرات راح ضحيتها 69 شخصا على الأقل.
وعلى الرغم من إجراء انتخابات الرئاسة الأفغانية في أجواء أكثر هدوءا من المتوقع فإن البلاد في طريقها إلى غموض سياسي طويل الأمد حيث أعلن المرشحان الرئيسيان النصر قبل فرز الأصوات وأشارا إلى أنهما لن يقبلا بالهزيمة.
إعداد لبنى صبري للنشرة العربية – تحرير ياسمين حسين
BY REUTERS