تستعد ولاية شانلي أورفة جنوب شرقي تركيا، خلال مارس / آذار الجاري، لافتتاح “متحف الحياة الريفية والزراعة” الذي يسلّط الضوء على تاريخ الزراعة التي تعدّ الدخل الرئيسي لسكان المنطقة.
وجاءت خطوة افتتاح متحف كهذا في الولاية التركية، بهدف تسليط الضوء على مراحل تطوّر الزراعة والحياة الريفية في المنطقة، ونقل الإرث الزراعي فيها إلى الأجيال المقبلة.
أصل المتحف كان عبارة عن خان تاريخي يحمل اسم “تشارماليك”، وتم ترميمه لاحقاً من قبل وزارة الثقافة والسياحة التركية.
ويقع الخان الذي تحوّل إلى متحف، في حي “بيون خان” التابع لقضاء “بوزوفا”، ولا يُعرف تاريخ إنشائه نظراً لعدم وجود كتابات تظهر ذلك.
ويعرض متحف الحياة الريفية والزراعة، آلات وأدوات استُخدمت فيما مضى، في المجال الزراعي، مثل المنجل، والمحراث، والجرارات التقليدية.
ومن المتوقع أن يساهم المتحف في تنشيط الحركة السياحية في المنطقة التي يقع فيها.
وفي حديثه للأناضول، قال نجمي قرة داغ، مدير شعبة التعريف السياحي والمتاحف لدى بلدية شانلي أورفة الكبرى، إن وزارة الثقافة والسياحة التركية، قامت بترميم الخان التاريخي قبل 3 أعوام، وتسليمه إلى بلدية المدينة بعد تحويله إلى متحف.
وأشار إلى اعتزامهم استقبال الزوار للمتحف، عقب افتتاحه خلال الشهر الجاري، مبيناً أنه بإمكان زوّار المتحف رؤية العديد من المعروضات التي تظهر تاريخ الزراعة في المنطقة، ومراحل التطور التي مرت بها.
وأضاف “قرة داغ” أن شانلي أورفة، اكتسبت زخماً كبيراً خلال السنوات الأخيرة في المجال السياحي، مبيناً أنهم حددوا مساراً سياحياً جديداً في الولاية، من شأنها توجيه زوار المنطقة إلى العديد من الوجهات التاريخية والأثرية.
وأوضح أنهم أعدوا مشاريع أخرى من شأنها تعريف السيّاح بالحياة الريفية في المنطقة، وإقامتهم معسكرات ترفيهية في الأرياف.
وذكر أن متحف الحياة الريفية والزراعة، سيتم افتتاحه بشكل رسمي في 19 مارس / آذار الجاري.
وشدد على أهمية إعلان سنة 2019 “عام غوبكلي تبه”، نسبة للمنطقة الأثرية الواقعة في الولاية والتي تحمل الاسم نفسه، من حيث تنشيط السياحة المحلية والأجنبية في المنطقة.
وأضاف أن شانلي أورفة والمناطق المحيطة بها، شهدت نشاطاً سياحياً إضافياً عقب ضم منطقة “غوبكلي تبه” الأثرية إلى قائمة التراث العالمي لمنظمة الأمم المتحدة للعلوم والتربية والثقافة “يونسكو”.
وفي هذا الإطار، أعرب “قرة داغ” عن أمله في أن يجذب متحف الحياة الريفية والزراعة، عدداً كبيراً من الزوار المحليين والأجانب إلى شانلي أورفة.
وأكد على أن المتحف سيكون في الوقت ذاته، مركزاً تعليمياً ستستخدمه بلدية الولاية من أجل تقديم دورات تعليمية فيه لمزارعي المنطقة.
من جهته، أعرب مدير الثقافة والسياحة في شانلي أورفة، أيدين أصلان، عن ثقته في أن المتحف سيساهم بدور كبير في جذب المزيد من السياح إلى الولاية.
وأضاف أنهم يعتزمون تأمين قضاء السياح وقتاً أطول في شانلي أورفة، وذلك عبر تنويع النشاطات والوجهات السياحية في الولاية.
هذا وتضم منطقة “غوبكلي تبه” الأثرية، أقدم مجموعة من المباني الصخرية في منطقة شمال ما بين النهرين، ويمتد تاريخها إلى ما قبل 12 ألف عام.
واكتشفت المنطقة عام 1963 على يد باحثين من جامعتي إسطنبول وشيكاغو الأمريكية، واستمرت أعمال الحفر والبحث فيها لنحو 54 عاما.
وفي عام 1995، تم اكتشاف العديد من الآثار بالمنطقة، بينها مسلات حجرية على شكل “T”، تعود للعصر الحجري الحديث، يبلغ طولها ما بين 3 و6 أمتار، ووزنها ما بين 40 و60 طنا، عليها رسوم وأشكال حيوانية، وتماثيل بشرية.
وفي نفس الوقت اكتشفت أطلال معبد “غوبكلي تبه”، والذي يعد من أقدم دور العبادة في العالم، حيث أنه أقدم من أهرامات مصر وآثار “ستونهنج” الموجودة جنوب غرب بريطانيا، بنحو 7 آلاف و500 عام.
BY ANADOLU AGENCY