قال رئيس روسيا البيضاء ألكسندر لوكاشينكو يوم الثلاثاء إنه أصيب بفيروس كورونا وتعافى منه دون أن تظهر عليه أي أعراض، فيما بدا لهجة تحد أثناء إلقائه كلمة أمام قادة عسكريين في منسك.رئيس روسيا البيضاء ألكسندر لوكاشينكو في صورة من أرشيف رويترز.
وقاوم لوكاشينكو (65 عاما) دعوات لفرض قيود صارمة لاحتواء الجائحة، مستبعدا المخاوف بخصوص مرض كوفيد-19 باعتبارها ”هوسا“ ومقترحا علاجات مثل شرب الفودكا وأخذ حمامات الساونا ولعب هوكي الجليد.
وأثار الإحباط العام بخصوص تعامله مع الجائحة أكبر احتجاجات على حكمه منذ سنوات قبل الانتخابات الرئاسية المقررة في التاسع من أغسطس آب. وقد سجن اثنين من منافسيه الرئيسيين في حملة موسعة على المعارضة.
وقال لوكاشينكو ”اليوم تلتقون برجل نجا من فيروس كورونا وهو واقف على قدميه. هذا ما خلص إليه الأطباء أمس. بلا أعراض“.
وأضاف ”كما قلت، 97 في المئة من سكاننا يحملون هذه العدوى دون أعراض“. ولم يذكر مصدر هذا الرقم.
وسجلت روسيا البيضاء، التي يقدر عدد سكانها بنحو 9.5 مليون نسمة، 67366 حالة إصابة بفيروس كورونا المستجد و543 حالة وفاة.
ولم يتطرق لوكاشينكو إلى موعد أو كيفية إصابته بالفيروس. وقد اجتمع مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في عرض عسكري بموسكو الشهر الماضي. ونقلت وكالة تاس الروسية للأنباء عن ديمتري بيسكوف المتحدث باسم الكرملين قوله إن بوتين على ما يرام.
إجراءات قمعية
قال لوكاشينكو، وهو مدير سابق لمزرعة جماعية في العهد السوفيتي، في أبريل نيسان إنه لن يموت أحد بسبب فيروس كورونا في روسيا البيضاء وإن أي وفيات ستكون نتيجة ظروف صحية كامنة مثل مرض القلب وداء السكري.
وفي تناقض تام مع دول أوروبية أخرى، أبقت روسيا البيضاء حدودها مفتوحة بل وسمحت بإقامة مباريات كرة القدم في الدوري المحلي بحضور الجمهور.
وزاد هذا التوجه السخط على الرئيس، الذي تسبب حكمه البلاد بقبضة حديدية منذ عام 1994 في أن تطلق واشنطن عليه لقب ”دكتاتور أوروبا الأخير“.
وكان لوكاشينكو يتحدث يوم الثلاثاء في قاعدة عسكرية، بعد أن أشرف على تدريبات لقوات الأمن الخاصة بثها التلفزيون. وأطلقت هذه القوات الغاز المسيل للدموع واستخدمت مدافع المياه في حملة قمع لاحتجاجات الشوارع. وحث لوكاشينكو الشرطة على أن تكون صارمة.
وقام لوكاشينكو بعدة زيارات كهذه لوحدات عسكرية وأجرى الجيش تدريبات بالدبابات نهاية الأسبوع الماضي في شوارع منسك.
وقال المحلل السياسي ألكسندر كلاسكوفسكي إن حملة لوكاشينكو تجري في جو من ”القمع والترهيب“.
وأضاف ”تأمل السلطات أن يؤدي استعراض العضلات والتهديدات إلى منع الناس من الخروج للشوارع“.
إعداد محمد محمدين للنشرة العربية – تحرير ليليان وجدي
BY REUTERS