BY: https://www.amf.org.ae/ar/articlesar
شھدت الفترة الأخیرة تراجعا في حجم المساعدات الخارجیة وفي تدفقات الاقراض الدولیة بسبب الأزمة ً المالیة العالمیة ّ الأمر الذي عزز مكانة الاستثمار الأجنبي المباشر في ھیكل ال ّ تمویل مما أدّى الى دفع الاقتصادات العالمیة عامة والبلدان النامیة بصفة خاصة للسعي لتوفیر المناخ الاستثماري الملائم القادر على جذب التدفقات الاستثماریة الأجنبیة. فتسابقت الدول إلى بذل المزید من الجھود في تحسین مناخھا الاستثماري لاجتذاب الاستثمار الخارجي، لما یوفره من مزایا تتمثل على سبیل المثال لا الحصر في توفیر رؤوس الأموال، ونقل التكنولوجیا، وترقیة المعارف، وزیادة فرص العمل، وتعزیز معدلات النمو الاقتصادي. لقد تغیرت وجھة نظر دول العالم النامي للاستثمار الأجنبي المباشر، حیث أصبحت مسألة جذب الاستثمار من التحدیات الأساسیة، إذ اندفعت جلھا في سباق للبحث عن طرق وآلیات لاجتذابھ، حیث بات یشكل ً على نحو مطرد، لذا یتعین على الدول النامیة العمل بجدیة لتوفیر الأرضیة الخصبة ً سوقا تنافسیا والظروف السامحة للاستفادة منھ في دفع عجلة التنمیة. فقرارات المستثمر الأجنبي وخیاراتھ تخضع الى مجموعة متنوعة من العوامل تشكل في مجملھا البیئة الاستثماریة التي تتكون من مزیج من الجوانب الاقتصادیة والاجتماعیة والمؤسسیة ، على غرار فاعلیة السیاسات الاقتصادیة، وتطور النظام التمویلي، ووضوح وشفافیة القوانین، والجھاز الضریبي. جھدا في تشجیع الاستثمار الأجنبي المباشر لسد الفجوة بین ً في ھذا الاطار، لم تدخر الدول العربیة ّ ّ أن تدفقات الاستثمارات الأجنبیة المباشرة للبلدان العربیة اتسمت معدلات الادخار والاستثمار المحلي، الا بالتذبذب من حیث القیمة ومن حیث الحصة بالنسبة لمجمل التدفقات العالمیة وللتدفقات الخاصة بالدول النامیة. یرجع ذلك الى التطورات غیر المواتیة على المستوى العالمي والتطورات الداخلیة التي تمر بھا بعض دول المنطقة، حیث لم یتجاوز معدّل حصة الاستثمارات الأجنبیة المباشرة الواردة للمنطقة العربیة من اجمالي التدفقات العالمیة خلال العشریة الأخیرة 4 في المائة، وبلغت ذروتھا سنة 2009 لتقارب 7 في شھدت منحى تراجعي لتستقر في حدود 2.2 في المائة سنة 2015ّ ،
في ھذا المجال ، تتطرق الدراسة الى موضوع الاستثمار الأجنبي المباشر في البلدان العربیة، من خلال التركیز على المحددات الرئیسیة المؤثرة في تدفق الاستثمارات الأجنبیة المباشرة، و قیاس درجة التباین في ھذه المحددات بین الدول المعتمدة في الدراسة من خلال ّ تكوین مؤشر متعدد الأبعاد یمكن من قیاس ومتابعة الاستثمارات في ھذه البلدان، ویساھم في تحدید أسباب ضعف وضآلة حصة البلدان العربیة من التدفقات الاستثماریة الأجنبیة المباشرة، ولماذا تتلقى بلدان دون غیرھا على نسبة أكبر من التدفقات توجب العمل علیھا لاحقا لتعزیز ً الاستثماریة، ویختارھا المستثمرون ، والتمكن من تحدید المجالات التي ی ّالة لصیاغة سیاسات قدرة الاقتصادات العربیة على جذب الاستثمار الأجنبي المباشر، وبالتالي یكون أداة فع تدعم الجوانب الایجابیة وتعالج النقاط السلبیة. اختیار ّتم للإجابة عن ھذه الاشكالیة تنبني الدراسة على المنھج الوصفي والمنھج القیاسي التحلیلي، حیث ً، حسب توفر المعلومات اللازمة لبناء المؤشر. ً عربیا 15 بلدا ّ یتكون البحث من قسمین. ّ القسم الأول ّ یتم استخدام المنھج الوصفي لاستعراض بعض جوانب الاستثمار . ّ الى أھم لقدرة البلدان على جذب الاستثمار الأجنبي المباشر الأجنبي المباشر بالتطرق النظریات المفسرة المنھج القیاسي لتقییم محددات الاستثمار الاجنبي المباشر وذلك بتحلیل ّ یتم أ ّما في القسم الثاني استخدام موقعھا ضمن المؤشرات المعروضة في الأدبیات السابقة ّ ، كما نتعرض لقیاس مدى جدوى ھذا المؤشر وقدرتھ على عكس الواقع ومقارنتھ بباقي المؤشرات الأخرى. ل ّ نختم بحثنا بعرض لأھم ّ النتائج التي تم التوصل الیھا والتوصیات المتعلقة بھا