تشاووش أوغلو يدعو لتعبئة عالمية ضد العنصرية ومعاداة الأجانب

دعا وزير الخارجية التركي، مولود تشاووش أوغلو، الثلاثاء، لإعلان تعبئة عالمية للتصدي للعنصرية ومعاداة الأجانب والتأكيد على أن الجميع جزء من إنسانية واحدة متكاملة.

جاء ذلك في كلمة له خلال جلسة عقدتها الجمعية العامة للأمم المتحدة تحت عنوان “القضاء على العنصرية ومعاداة الأجانب وعدم التسامح”.

وقال تشاووش أوغلو إن “المأساة الإنسانية التي شكلها اعتداء نيوزيلندا، أظهرت للعالم أن التعصب والعنصرية ومعاداة الأجانب والإسلام تغذي وتنمّي التهديدات ضد البشرية جمعاء أكبر بكثير مما كان يُعتقد”.

وأضاف “لا شك أن جميع الحقائق مرتبطة ببعضها البعض، فالعنصرية والعداء للمسلمين متشابكة مع بعضها البعض في كثير من الأحيان، ولم يعد ممكنا تجاهل العنصرية ومعاداة الأجانب ومناهضة الإسلام والعنف أكثر من ذلك”.

وتابع “لا يمكن إعفاء المجتمع الدولي وفي مقدمته الجمعية العامة للأمم المتحدة من تحمل مسؤوليته، يجب إيصال الصوت الإنساني المشترك ضد العنصرية ومعاداة الأجانب”.

وأردف “يجب إعلان تعبئة عالمية من هنا وفي هذه اللحظة، للتأكيد أننا جميعا من مهاجرين وأقليات وأتباع كل المعتقدات جزء من إنسانية واحدة متكاملة، والإعلان بأننا لن نتهاون أبدا مع كافة أشكال العنصرية وفي مقدمتها مناهضة المسلمين ومعاداة السامية أو المسيحية”.

وأشاد تشاووش أوغلو بالموقف القوي للشعب النيوزيلندي بقيادة رئيسة الوزراء جاسيندا أرديرن وتبنيه الجالية الإسلامية عقب الهجوم الدموي في مدينة “كرايست تشيرتش”.

كما أكد على ضرورة الانتباه لدور بعض السياسيين والمؤسسات الإعلامية في تغذية دوافع الهجوم، موضحًا أن تلك الأطراف تصرّ على ربط الإسلام بالإرهاب.

ودعا المجتمع الدولي إلى رفض مفاهيم “الإرهاب الإسلامي” أو “الإرهاب المسيحي”، وما إلى ذلك؛ مشددًا أن “الإرهاب ليس له أي دين أو عرق أو قومية، وهو جريمة ضد الإنسانية”.

وطالب الوزير التركي باتخاذ تدابير فعالة ضد الظلم والانحياز والعنصرية والتعصب وخطابات وجرائم الكراهية المتصاعدة، وعدم السماح لتلك التوجهات بتوليد العنف وتسميم المجتمعات.

كما شدد على ضرورة تطبيق التشريعات بشكل فعال، وفرض أخرى جديدة لمواجهة تلك النزعات.

وأضاف: “يجب أن نحاسب من يشعل فتيل الأعمال الإرهابية ومنفذيها ومموليها وداعيمها، وفي هذا السياق، يعد رصد جرائم الكراهية وتسجيلها والإبلاغ عنها أمرا في غاية الأهمية”.

ولفت أن الجمعية العامة للأمم المتحدة عقدت اجتماعها لبحث واعتماد قرار يحمل عنوان “مكافحة الإرهاب والعنف القائم على أساس الدين أو المعتقد”.

وتابع: “اعتماد هذا القرار سيبعث برسالة مفادها أن كل أنواع العنصرية والإرهاب تشكل تهديدا على مستوى العالم، ونمتلك مقياس واحد ومتسق وواضح للعدالة بعيدا عن ازدواجية المعايير أو الغموض”.

وشدد أن بلاده تعتبر أن مناهضة المسلمين ومعاداة السامية والمسيحية جرائم ضد الإنسانية، وتدين بلا تردد كل أشكال العنصرية والإرهاب.

يشار إلى أن هجوماً دمويًا استهدف مسجدَين بـ”كرايست تشيرتش” النيوزيلندية، في منتصف آذار / مارس الماضي، قتل فيه 50 شخصًا أثناء تأديتهم الصلاة، وأصيب 50 آخرون.

وتمكنت السلطات من توقيف المنفذ، وهو أسترالي يدعى بيرنتون هاريسون تارانت، ومثل أمام المحكمة، ووجهت إليه اتهامات بالقتل العمد. 

BY ANADOLU AGENCY
الأمم المتحدة / الأناضول