نقلا عن دايلي صباح
عد عودته من رحلة علمية إلى القطب الجنوبي جمع خلالها 3 أحجار نيزكية، يعتزم الأكاديمي التركي محمد يشيلطاش الانكباب على دراستها ضمن إطار البرنامج الفضائي التركي.
وتوجه علماء أتراك إلى القطب الجنوبي، الاثنين الماضي، في رحلة هي الثالثة من نوعها، ضمن مساعي تأسيس محطة في القطب الجنوبي، برعاية من رئاسة الجمهورية، ووزارة الصناعة والتكنولوجيا، وبالتنسيق مع مركز الأبحاث القطبية في جامعة إسطنبول التقنية.
كما أجرى 8 علماء أتراك مؤخرا دراسات وأبحاث في قواعد عدد من الدول في القطب الجنوبي، بموجب اتفاقيات تعاون ثنائية، مثل تشيلي، وبلجيكا، وكوريا الجنوبية، وكولومبيا.
وفي إطار هذه الاتفاقيات، أجرى عضو الهيئة التدريسية في كلية العلوم الجوية والفضائية بجامعة قيرقلار إيلي، محمد يشيلطاش، زيارة إلى القاعدة البلجيكية في القطب الجنوبي، أعد خلالها مجموعة أبحاث ودراسات، قبل أن يعود إلى بلاده.
وقال يشيلطاش إنه قام بمهام مراقبة في القسم الشرقي من القطب الجنوبي، جمع خلالها 3 أحجار نيزكية. معربا عن سعادته جراء جلبها معه إلى تركيا.
وأشار إلى أن تلك الأحجار تعود إلى عدد من الكويكبات الكبيرة، لافتا إلى إمكانية الوصول إلى معلومات جديدة حول الكواكب والنظام الشمسي من خلال الأبحاث والدراسات التي سيجريها على الأحجار.
وأضاف أنه أجرى الكثير من الدراسات على أحجار النيزك ضمن إطار البرامج التعليمية والبحثية خارج البلاد، كما كتب الكثير من المقالات، وشارك كمتحدث في مؤتمرات عديدة بهذا المجال.
وتابع قائلا: “إن تركيا أجرت للمرة الأولى أبحاثًا على أحجار النيازك في القطب الجنوبي، لتسجل اسمها في عداد بضعة دول متقدمة ممن تقوم بأبحاث مشابهة في القطب الجنوبي، ولتدخل بذلك في سباق العلوم الفضائية بشكل رسمي”.
وأكد يشيلطاش صعوبة ظروف العمل في القطب الجنوبي خلال الرحلة، حيث قال “بالرغم من أن الحرارة كانت 15 درجة تحت الصفر، إلا أن الدرجة المحسوسة كانت حوالي 35 درجة تحت الصفر، نتيجة هبوب رياح قوية بسرعة 40 كم في الساعة”.
وأوضح أن المنطقة التي زارها في القطب الجنوبي كانت تحتوي على الكثير من التصدعات الجليدية.
وأردف: “لقد رافقني مرشد من قاعدة الأميرة إليزابيث البلجيكية هناك، وتوجهنا بالدراجة لمدة 5 ساعات، قبل أن نصل إلى هضبة القارة القطبية الجنوبية، ونقوم بالبحث عن أحجار النيازك، فعثرنا على 3 أحجار خلال وقت قصير، ثم سلكنا طريق العودة بسبب سوء الأحوال الجوية وبعد المسافة”.
وأعرب يشيلطاش عن أمله في أن تسنح الفرصة لبلاده في السنوات القادمة لإجراء رحلات بمجموعات أكبر ولفترات أطول في سبيل البحث عن أحجار النيازك بالقطب الجنوبي.
وشدد على أهمية أحجار النيزك التي جمعها من القطب، حيث ستكون الدراسات التي ستجري عليها هي الأولى من نوعها بالنسبة لعلماء أتراك.
ولفت إلى أنه سيجري الأبحاث على الأحجار بالتعاون مع علماء من كل الوكالة الأمريكية للملاحة الجوية والفضاء “ناسا”، ووكالة الفضاء الأوروبية، ومن ثم سيتم تسجيل نتائجها في النظام العالمي لأحجار النيازك.