أمينة أردوغان: نولي أهمية قصوى لاستدامة الحملة الصحية التركية العالمية

أكدت السيدة الأولى أمينة أردوغان على الدور الهام للحملة التركية العالمية لتبادل المعرفة والخبرة لتوفير الخدمات الصحية المستدامة للمحتاجين.

وأوضحت السيدة أردوغان يوم أمس، أن تثقيف الموظفين المحليين ونقل الخبرة الطبية لتوفير الخدمات الصحية المستدامة للمحتاجين، هي أهم ركائز الحملة الصحية التركية العالمية. وقالت السيدة الأولى في اجتماع رفيع المستوى لمنظمة الصحة العالمية في جنيف: “نحن نؤمن بأهمية تعليم كيفية اصطياد سمكة. وبالتالي، فإن نقل خبرة أطبائنا أمر حيوي بالنسبة لنا. نحن نوفر التعليم لمئات العاملين الصحيين في بلدان من مناطق مختلفة، بما في ذلك البلقان والشرق الأوسط”. وأكّدت أردوغان على أن المنظمات التركية غير الحكومية، تضطلع بأدوار مهمة في تنفيذ الحملات الصحية، في جميع أنحاء العالم. وقالت إن تركيا أبدت استعدادها للمساعدة من خلال الجمع بين معارفها وخبراتها، مع تضافر جهود منظمة الصحة العالمية، سعياً لتخفيف متطلبات المحتاجين. وقد وصلت تركيا إلى المناطق النائية من العالم خاصة في السنوات الـ 15 الماضية، من خلال العديد من المشاريع الصحية.

علاوة على بناء المستشفيات الحديثة في العديد من البلدان لضمان وصول الخدمات الصحية لمئات الآلاف من المرضى، قدمت تركيا التدريب المهني للموظفين الطبيين المحليين، وأرسلت الأطباء إلى مناطق الصراع والكوارث والمجتمعات الفقيرة، لتنفيذ عمليات طبية عاجلة. وكجزء من 43 أسبوعاً صحياً تم تنظيمها في 20 دولة في ثلاث قارات، لإجراء عمليات طبية للأشخاص الذين لا يستطيعون تحمل تكاليف العلاج لأسباب مختلفة، تم إجراء 4000 عملية جراحية، وتقديم التعليم المهني إلى 5000 من العاملين الطبيين الأجانب. كما وقّعت تركيا 153 اتفاقية في القطاعات الطبية في 78 دولة.

وقالت السيدة الأولى: “من خلال الاتفاقيات الثنائية، تمت معالجة 10.000 مريض أجنبي من 46 دولة مختلفة مجاناً في بلدنا، وثلث هؤلاء المرضى من النساء والأطفال”.

وقد لعبت وكالة التعاون والتنمية التركية “تيكا”، دوراً محورياً في جهود أنقرة للوصول إلى مناطق مختلفة. وافتتحت الوكالة مستشفى للتدريب والبحث يضم 200 سرير في مقديشو بالصومال عام 2015، وبنت واحدة من أكثر مستشفيات المنطقة تجهيزاً، في مدينة نيالا بالسودان عام 2014. كما يقدم المستشفى الميداني في “كوكس بازار” في بنغلاديش، الخدمات الطبية لآلاف اللاجئين من الروهينغا، الذين فرّوا من ميانمار، منذ إنشائه لأول مرة عام 2018 من قبل الهيئة التركية لإدارة الكوارث والطوارئ “آفاد”، بمساهمات من وزارة الصحة.

وقالت السيدة أردوغان، إلى جانب المستشفيات في هذه الدول الثلاث، سيتم افتتاح مستشفيات جديدة في غزة وقيرغيزستان وليبيا. وأضافت: “سيبدأ أيضا مستشفى الأم والطفل الذي شيّد بالفعل في النيجر، في علاج المرضى قريبا”.

دولة النيجر بغرب إفريقيا، هي واحدة من أفقر الدول في العالم، حيث تحول الموارد غير الكافية دون الرعاية الصحية الجيدة. وقد قامت “تيكا” فيها ببناء مركز لصحة الأمهات وإعادة تأهيلهنّ، يقدم في المقام الأول خدمات صحية لآلاف النساء اللائي وضعن مواليدهنّ في بيئات غير صحية، وفي سن مبكرة.

خدمة استثنائية للاجئين:

مشيرةً إلى أن تركيا مستعدة لتحمل مسؤولية المهام الإنسانية في المناطق التي تشهد نزاعات، قالت أردوغان، إن البلاد تؤوي الآن أكثر من 4 ملايين لاجئ، معظمهم من السوريين، وقد اكتسبت خبرة كبيرة في إيجاد الحلول للأزمات الإنسانية.

يوجد في تركيا 180 مركزاً صحيًا للاجئين في البلاد، معظمهم في الولايات التي يعيشون فيها بأكثرية. في حين أن 410.000 طفل سوري ولدوا في السنوات الثماني الماضية، تلقى 1.5 مليون سوري خدمات طبية، ومليون منهم أجريت لهم عمليات جراحية.

وقالت: “في تركيا، يستفيد جميع اللاجئين من الخدمات الصحية مجاناً، وهذا، على ما أعتقد، أمر غير مسبوق في العالم”.

بفضل ما يزيد عن 35 مليار دولار تم إنفاقها على خدمات اللاجئين السوريين، تتصدر تركيا قائمة الدول التي ترعى صحة اللاجئين في جميع أنحاء العالم، بتكلفة خدمات صحية تتجاوز 10 مليارات دولار، وفقاً لمنظمة الصحة العالمية في عام 2018. وبالإضافة إلى إمكانية الوصول المجاني في المستشفيات العامة، يستفيد اللاجئون أيضاً من العيادات التي أنشأت خصيصاً لهم. تقوم وزارة الصحة من حين لآخر بحملات تلقيح مع الجمعيات الخيرية التي تقدم فحوصات طبية مجانية، خاصةً لأولئك الذين يعيشون خارج المخيمات. وانضمت تركيا أيضاً إلى منظمة الصحة العالمية لتدريب المئات من الأطباء والممرضات السوريين على التغلب على حاجز اللغة، وذلك من أجل اللاجئين الذين يحتاجون إلى الخدمات الصحية، وتعزيز الثقافة الصحية والوعي عندهم.

كما أشارت أردوغان إلى المبلغ الكبير الذي تم إنفاقه على اللاجئين، مما يجعل تركيا أكثر الدول سخاءً في العالم. فوفقاً لتقرير المساعدة الإنسانية العالمية، الصادر عن مبادرة التنمية عام 2018 ، تصدرت تركيا قائمة الدول الأكثر خيرية عام 2017، إذ أنفقت ما يقرب من 8.1 مليار دولار على المساعدات الإنسانية. وبلغت نسبة نفقات المساعدات الإنسانية في البلاد تقريباً 1 في المائة من إجمالي الناتج المحلي عام 2017، مما أعطاها مكانة رائدة في العالم.

النظام الصحي في تركيا “قصة نجاح”:

وقالت أردوغان إن تركيا تبنت مقولة “الشعب أولاً” في استراتيجيتها الصحية الأخيرة، مضيفةً أن كل الهياكل التنظيمية وإدارة الموارد، أعيدت هيكلتها لضمان حق الناس في الاستفادة من الخدمات الصحية.

وأضافت: “لقد أعطينا أهمية للكفاءة، وسهولة الوصول، والاستدامة، والجودة، وذلك لتحسين رضا المرضى. أستطيع أن أعرب بكل سرور عن أن تركيا لديها قصة نجاح بشأن الشمولية الصحية العالمية”.

وقال وزير الصحة “فخر الدين قوجة” في كلمته أمام الجمعية، إن تركيا نفذت إصلاحاً صحياً ناجحاً منذ عام 2002، وتعمل على جعل الخدمات الطبية في متناول الجميع. وقال: “اليوم، يغطي التأمين الصحي العام 99 في المائة من سكاننا”.

في السنوات الأخيرة، اتخذت تركيا خطوات لتجديد نظام الرعاية الصحية الذي كاد ينهار دفعة واحدة. وتم دمج المستشفيات التي تديرها وزارة الصحة وصندوق الضمان الاجتماعي، والتي كانت تعرف سابقاً باسم صندوق التأمين الاجتماعي، لمنع الاكتظاظ في المستشفيات. كما قامت الحكومة باستحداث أقسام خاصة لعلاج المرضى الذين يشملهم الضمان الاجتماعي، في المستشفيات التعليمية.

وإضافة إلى ذلك، فإن مستشفيات المدينة، التي بنيت بشكل أساسي في الضواحي، هي أحدث إضافة إلى حملة تركيا لتحديث قطاعها الصحي. وهي تهدف إلى تحسين المعايير الصحية عن طريق زيادة كبيرة في عدد أسرّة المستشفيات ومعالجة النقص في الأطباء.

وتقدم المستشفيات الكبيرة هذه خدمات في مجموعة متنوعة من التخصصات الطبية غير المتوفرة في المستشفيات الأخرى، في العديد من المدن. ولضمان جودة الخدمات، اعتمدت الحكومة نموذج شراكة بين القطاعين العام والخاص لبناء وتشغيل هذه المستشفيات. إذ يتم تأجير مستشفيات المدينة لشركات القطاع الخاص، بينما تقوم الحكومة بدفع فقط رسوم التصوير الطبي والمختبرات والأمن ورواتب عمال الرعاية الصحية.

BY DAILY SABAH NEWS