أضنة: مزيج من الطبيعة والتاريخ والثقافة والمطبخ العريق

أسس مدينة أضنة الطاغيتان “أدانوس” و”ساروس”، ابنا “أورانوس”، بعد خسارتهما الحرب مع شعب طرسوس. بينما أعطى “أدانوس” اسمه إلى أضنة، أخذ نهر سيحان اسمه من”ساروس”. وهناك العديد من القصص الأخرى، تخبرنا كيف تم تسمية المدينة “أضنة” التي سكنها الحيثيون والآشوريون والرومان والعرب والعثمانيون. ومع ذلك، الأمر المؤكد أن المستوطنة المغرقة في القدم التي يعود تاريخها إلى 3000 عام قبل الميلاد، هي مهد العديد من الحضارات.

تعد أضنة، بتاريخها الثري واحدة من المدن التي يجب زيارتها في تركيا.

تقع المدينة على نهر سيحان، على بعد 35 كيلومترًا من البحر المتوسط، جنوب وسط الأناضول. يمر نهر زامانتي، الذي يصب في نهر سيحان شمال أضنة بمسافة 80 كم، عبر المدينة ويغير لونها بتماوج اللون الأخضر والأزرق. وهو بذلك يقدم مائدةً بصرية حافلة، خاصة لأولئك الذين يتعاملون مع فن التصوير الفوتوغرافي.

هناك أيضا العديد من المواقع التاريخية الأخرى في المدينة، مثل الجسر الحجري، والمسجد الكبير، وبرج الساعة العظيم. بالإضافة إلى ذلك، تحتوي المدينة على مطبخ رائع يزخر بالعديد من الأطباق المتنوعة التي تلبي أذواق الزوار.

كيف تصل إلى أضنة؟

يمكنك السفر إلى أضنة برا وجوا، ويمكنك الوصول إلى مطار” شاكر باشا”، بواسطة العديد من الرحلات الجوية، بما في ذلك الرحلات الدولية. والمطار على بعد خمسة كيلومترات من وسط المدينة، ويمكن الانتقال منه وإليه بسهولة، عن طريق حافلات النقل العام، أو حافلات الأجرة الصغيرة، أو سيارات الأجرة.

ننصحك بالسفر إلى المدينة في أوائل الربيع، لترحب بك أشعة الشمس الدافئة، وأشجار النخيل، على طول الطريق السريع الموصل إلى وسط المدينة. تناول وجبة إفطار تركية تقليدية أو ابدأ يومك بتناول “الكبد” مثلما يفعل السكان المحليون. فطائر أضنة الطازجة، والمعجنات مع الجبن، هي خيارات أخرى.

أين تتجول في أرجاء المدينة؟

بعد تناول وجبة الإفطار، قم بزيارة المباني التاريخية في مركز المدينة القديمة. توقف عند جسر”طاش”، أقدم جسر مستخدم في العالم، ومنطقتي “سيحان” و”يوريغير”، اللتين يفصل بينهما نهر سيحان. هناك العديد من القصص حول تاريخ هذا الجسر الذي يعتبر رمزا لأضنة. يقال إن الملك الحيثي “أرنووندا الأول”، خلال الحرب ضد أضنة، قال: “قاتلت ضد مدينة تدعى أدانيا. يجري نهر أمامها، يعلوه جسر”.

عندما تعبر الجسر فوق نهر سيحان الذي يفصل المدينة إلى قسمين، لا تنس أن تستشعر الرائحة التاريخية للمدينة. وهناك قبالة جسر”طاش”، يقع مسجد صابنجي المركزي الرائع، الذي يحتضن نهر سيحان، وقد افتتح عام 1998.

بعد ذلك، قم بزيارة برج الساعة الكبيرة في أضنة، الذي بناه السلطان ضياء باشا عام 1881. المسجد الكبير هو مكان تاريخي آخر يجب مشاهدته. بناه خليل باي عام 1507 خلال فترة حكم “رمضان أوغلو”. وهناك أيضا خان الملح، وهو جزء من مجمع تاريخي يحوي مدارس دينية ومقابر وبعض الأوقاف.

كنيسة القديس “بولص” في منطقة سيحان، وهي كنيسة رومانية كاثوليكية بنيت في ثمانينيات القرن التاسع عشر، تجتذب الزوار أيضًا. ويوجد على ذروة هذا المعلم التاريخي، تمثال من البرونز للسيدة مريم العذراء، بطول 2.5 متر. تحتوي العديد من المباني التاريخية في المدينة على مثل هذه الثراء التاريخي، وتقع جميعها في منطقة سيحان. في الوقت نفسه، لا تنسَ زيارة مسجد “ياغ”، ومتحف الأعراق البشرية، ومتحف الآثار، وسوق “كازانجيلار”، ومدينة “أنافارزا” القديمة، وجسر”فاردا”، وقلعة أضنة.

وللهروب من ازدحام المدينة، يمكنك زيارة بحيرة سد سيحان. حيث يمكنك أخذ استراحة منعشة في المقاهي والمطاعم المحيطة بالمنطقة. من السهل الوصول إلى المباني التاريخية لأن معظمها يقع في وسط المدينة، ولكن إذا كنت ترغب في الذهاب إلى أماكن بعيدة عن وسط المدينة، يمكنك استئجار سيارة.

ماذا تختار لطعامك؟

يقدم مطبخ أضنة مجموعة متنوعة من الأطباق اللذيذة. وعلى الرغم من أن أول ما يتبادر إلى الذهن في أضنة، هو كباب أضنة الشهير، لكن المدينة لديها أطباق لذيذة أخرى. قد تبدو غريبة بعض الشيء، إلا أنها جديرة بالتجربة. فالكبد المقلي مثلاً، الذي يتناوله السكان المحليون في وجبة الإفطار، يعد أحد تلك الأطباق، بالإضافة إلى طعام الشارع المنوّع مثل لحم العجين صغير الحجم المسمى “تارسوس”، وأصابع العجين المحشو بالجبن المسماة “سيغما”، أما الأطباق التقليدية مثل “شيردان” و”كيركات” و”بومبار”، التي تحضّر من أمعاء الضأن وبعض أحشائه مع الأرز واللحم، فهي تقدِّم حقاً أذواقاً متنوعةً للزوار

BY DAILY SABAH NEWS