قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، إن عملية نبع السلام شمال شرقي سوريا، ستتواصل بحزم أكبر في نهاية مهلة الـ120 ساعة إذا لم تلتزم الولايات المتحدة بوعودها في هذا الخصوص.
جاء ذلك في كلمة لأردوغان، الجمعة، في لقاء مع ممثلي وسائل إعلام الأجنبية في إسطنبول.
وشدد أردوغان على أن تركيا أكثر من تصدى بفاعلية لعناصر تنظيم “داعش” الإرهابي في سوريا.
وكشف عن إبلاغه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بعزمه بدء عملية نبع السلام شمال شرقي سوريا قبل ليلة واحدة من إطلاقها.
** ردود الفعل الدولية بشأن “نبع السلام”
ولفت أردوغان إلى أن ردود الفعل الدولية على عملية “نبع السلام” كانت باهتة في أول يومين لأنه لم يكن متوقعا أن تحرز تركيا نجاحا.
وأضاف أنه “عندما تبيّن أن تركيا ستستكمل العملية بنجاح تصاعدت ردود الفعل إلى مستوى يتجاوز حدود العقل والمنطق ورغم ذلك واصلنا العملية بحزم”.
وتابع: “مواقف بعض البلدان وفي مقدمتها الولايات المتحدة وأوروبا تغيرت إثر وصول قواتنا إلى عمق 30 كيلومتر في منطقة العمليات خلال فترة قصيرة”.
وشدد على أن “تركيا نفذت عملية نبع السلام بدقة وحرص قلّ نظيرهما في العالم من كافة الجوانب”.
وعن موقف حلف شمال الأطلسي من العملية، تساءل أردوغان قائلا: “تركيا عضو في حلف الناتو.. غير أنني لا أدري متى نالت هذه التنظيمات الإرهابية عضوية الحلف؟!”
وأردف أن تركيا تعبر في كل مناسبة عن احترام سلامة أراضي سوريا ووحدتها السياسية.
وأشار إلى أن تركيا تستضيف حاليا 3.6 مليون سوري بينهم 350 ألف كردي فروا من المناطق التي أحتلها تنظيم “ي ب ك/ بي كا كا” الإرهابي.
وأوضح أردوغان أن “عملية نبع السلام لم تكن حدثا فوريا فالإعداد لها بدأ قبل 3 – 5 أعوام”.
وشدد على أن القوات المسلحة التركية لن تغادر المنطقة لأن ضمان الأمن هناك يتطلب ذلك.
** زيارة روسيا
وعن زيارته المرتقبة إلى روسيا، قال أردوغان: “سنبحث الثلاثاء في سوتشي مع السيد بوتين الجوانب التي تخص روسيا والنظام (فيما يتعلق بالمنطقة الآمنة بسوريا).
وأضاف أن “أنشطة قوات روسيا والنظام السوري في مناطق عين العرب ومنبج والقامشلي تتضارب مع (خطة) المنطقة الآمنة . كما أن هناك مشاكل تحدث في إدلب بين الفينة والأخرى”.
وتابع أن هدفنا التوصل مع روسيا إلى اتفاق معقول ومقبول من قبل الجميع، بشأن هذه القضايا.
وأردف أن “شرطنا الوحيد تطهير المناطق التي يتواجد فيها النظام السوري من إرهابيي تنظيم ي ب ك/بي كا كا. ولسوء الحظ ، لم يحدث ذلك في تل رفعت (شمال حلب)”.
** اللجنة الدستورية السورية
وفي سياق متصل، أعرب أردوغان عن أمله أن تكون اللجنة الدستورية السورية التي ستعقد اجتماعها في 30 أكتوبر/تشرين الأول الجاري، بمدينة جنيف، “ميلادا لمرحلة حل سياسي في سوريا”.
ولفت إلى أنه بمجرد اكتمال أعمال صياغة الدستور الجديد وضمان وحدة أراضي سوريا، ستنتقل جميع الأراضي الى سيطرة الحكومة الشرعية (المقبلة) في هذا البلد”.
وأشار أردوغان إلى أنه جرى تطهير كامل سوريا من إرهابيي “داعش”، إلا أن تنظيم “بي كا كا/ ي ب ك”، بات يشكل تهديدا على الأمن القومي لتركيا على طول حدودها مع سوريا.
وأضاف أن بلاده حيّدت أكثر من 3 آلاف إرهابيا من تنظيم “داعش” عبر عملية “درع الفرات” في عام 2016.
وأردف أنه “رغم تحذيرات تركيا بشأن تهديدات التنظيم الإرهابي، إلا أن واشنطن لم تتخذ الخطوات اللازمة بهذا الصدد”.
وتابع: “لم يبق أمامنا حل سوى أن نتدبر أمورونا بأنفسنا”.
وأضاف: “لجأنا للطرق الدبلوماسية حتى النهاية، ومع ذلك لم نتمكن من منع الولايات المتحدة أو الدول الأوروبية من دعم بي كا كا/ي ب ك الإرهابي”.
** عملية “نبع السلام”
وذكّر أردوغان أن عملية نبع السلام لها هدفان؛ “الأول إبعاد تنظيم بي كا كا/ي ب ك من حدودنا، والثاني توطين جزء من الـ3.5 مليون سوري الذين نستضيفهم في بلدنا في المنطقة الآمنة التي سنؤسسها”.
وبخصوص ما حققته العملية، قال أردوغان: “حررنا مساحة قدرها 1360 كيلومترا مربعا، و65 منطقة سكنية بينها مدينتي تل أبيض ورأس العين”.
وأضاف: كما حيدنا 750 إرهابيا، في المقابل استشهد 4 من جنودنا، و74 من الجيش الوطني السوري. كما استشهد 20 مدنيا من مواطنينا في هجمات للإرهابيين بـ1081 قذيفة هاون وقذائف صاروخية على مناطق سكنية قرب الحدود”.
ولفت إلى أنه “خلال أيام العملية لم يتصل بنا أحد ليعرب عن حزنه لضحايانا المدنيين، في المقابل جرى حديث مع زعماء غربيين طلبوا منا إيقاف العملية لحماية الإرهابيين”.
وأردف بالقول: “فليعلم الجميع أننا دوّنا هذا النفاق على صفحات التاريخ كنقطة سوداء”.
وقال أردوغان إن بلاده تخطط لتأمين عودة مليون إلى مليوني لاجئ سوري إلى المنطقة الآمنة شمال شرقي سوريا.
وكشف عن أن المنطقة الآمنة ستتضمن إنشاء 140 قرية تستوعب كل واحدة منها 5 آلاف شخص، و10 مناطق تتسع الواحدة منها 30 ألف شخص.
** رسالة ترامب
كما تحدث أردوغان عن رسالة بعثها إليه ترامب مؤخرا، قائلا “لقد نُشرت في وسائل إعلام رسالة للرئيس ترامب، لا تتلاءم مع معايير اللياقة الدبلوماسية والسياسية”.
BY ANADOLU AGENCY